بعيد وصولها إلى مكة بلحظات، ظلت الحاجة السودانية المقعدة صفية (63 عاما) تعيش الهواجس والقلق في إمكانية أداء النسك على مقعدها المتحرك، وزاد من متاعبها أنها جاءت بمفردها دون سند أو معين غير الله، غير أن وقفة الشباب المتطوعين أزالت عن كاهلها هم الطواف والسعي واستكمال بقية النسك. تقول الحاجة صفية (التي تعيش في إحدى قرى وسط السودان): إنها قضت سنوات طويلة وهي تجمع ما تيسر لها من نقود لتحقق أمنيتها في أداء الفريضة وتنال لقب «الحاجة صفية»، وتعاطفت معها سلطات بلادها في إنهاء إجراءات قدومها بسبب عجزها عن السير، وعند وصولها إلى الحرم الشريف تطوع شبان بدفع مقعدها المتحرك في الطواف والسعي، وظنت في بادئ الأمر أن الأمر لا يعدو أن يكون نوعا من التكسب والتجارة غير أنها فوجئت بالشباب يبادرون بتحيتها بعد أن أوصلوها إلى موقعها.. وها هي الآن أمام جبل الرحمة في كرسيها وقد تحقق حلم حياتها، وبرغم تعبها وعجزها فإنها تشعر بالسعادة الفرح، وتأمل أن تحج إلى بيت الله المرة القادمة وتؤدي النسك على قدميها.